-A +A
مسعود بن بشير المحمدي*
لا يمر أسبوع إلا ويهاتفني زوج أو زوجة يشكو أحدهما حالة كره لصاحبه لا يعرف لها تفسيرا ولا علاجا، فمرة يقول إنها سحر ومرة يقول إنها عين وبعضهم يقول هي حالة من التغير النفسي المترتب على الملل أو كثرة الخلافات والتي لا ينفك جو أسري عن وجود طرف منها. وأحدهم يقول إني أجد ضيقا في صدري ولا أكاد أصبر على البقاء في الدار ويقول أحدهم إن زوجته تشعر بكراهية له حينما يكون في الدار وتشعر بالشوق إلى عودته إذا خرج وغاب عنها. وآخر يقول لا أشعر بود وحب لزوجتي ويقول لا أجد عندها ما آنس به من عواطف الزوجية. وهكذا تتنوع آلامهم لكنها تنصب في وجود التنافر النفسي المفاجئ الذي يطرأ على حياتهم بغتة بعد سنين من الزواج. وسأبين في المقال القادم بإذن الله الدواء الشافي والعلاج الوافي لما ذكرناه من أزمات نفسية تعصف بجموع من الأزواج، لكن الإشكال أن بعض الأزواج يفرون إلى مشعوذين باحثين عن شفاء من هذه الجراحات الروحانية ويبذلون أموالا وأوقاتا في البحث عنهم فإذا وجدوهم لم يجدوا إلا إثما وخسارة وكذبا ودجلا يدركونه عند انكشاف حقائق المشعوذين أمام أعينهم. ولذلك فإني أختم بنصيحة موجزة لهؤلاء الأزواج الذين يصطلون بالبغضاء والشحناء في بيت الزوجية ثم يهرعون للكهان والعرافين والسحرة وأرجو أن تكون أيها القارئ الموفق ناشرا لهذه النصيحة فأقول يا أحبابي إن أحرص الخلق على الخلق هو رسول الله عليه الصلاة والسلام إنه أشد الخلق بكم رحمة وأنصحهم لكم وقد حذر عليه الصلاة والسلام من الذهاب للكهان والعرافين والسحرة، روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه، لم تقبل له صلاة أربعين يوما).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) رواه أبو داود، وللأربعة والحاكم. وقال: صحيح على شرطهما عن أبي هريرة (من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم).

وعن عمران بن حصين رضي الله عنه مرفوعا: (ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر، أو سحر له. ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) رواه البزار بإسناد جيد.
قال البغوي: العراف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة، ونحو ذلك.
وقيل: هو الكاهن. والكاهن: هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل.
وقيل: الذي يخبر عما في الضمير.
وقال أبو العباس بن تيمية: العراف: اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق.
* المشرف العام على شؤون الدعوة والإرشاد بفرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمدينة وخطيب مسجد الخندق.